أعلنت وزارة الأوقاف عن نص خطبة الجمعة اليوم، والتي تحمل عنوان «إنسانية الحضارة الإسلامية».
نص خطبة الجمعة
وجاء النص الكامل لخطبة الجمعة اليوم، مؤكدا أن الحضارة الإسلامية قِيمَها الإنسانية من القرآن الكريم والسنة النبوية؛ فهما حافلان بالقيم الإنسانية العظيمة، حيث يقول الحق سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، فالإنسان مكرَّم بتكريم الله له، بغض النظر عن عرقه، أو لونه، أو دينه، يقول (عز وجل): {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (كُلُّكُمْ لِآدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ)، وحينما مرَّت بنبينا (صلى الله عليه وسلم) جنازة، فقام لها (صلى الله عليه وسلم)، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال (صلى الله عليه وسلم): (أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟!).
وأوضحت أن الإسلامُ أقام حضارةً بلغت بالقيم الإنسانية أوج كمالها، ورسمت للبشرية طريق المحبة والإخاء والعدل والمساواة، من خلال منظومة أخلاقية وحضارية من شأنها أن تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم؛ ليتحقق الأمن والسلام والخير للناس جميعًا.
وكانت وزارة الأوقاف أكدت على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.
خطبة الجمعة
وتابعت، أن من مظاهر إنسانية الحضارة الإسلامية: إقرارها لمبدأ حرية الاعتقاد بشكل صريح لا يقبل التأويل، وحرية إقامة الشعائر، وحماية دور العبادة للجميع، ورفضها لكل أشكال الإكراه والإرهاب، حيث يقول (عز وجل): {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، ويقول سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}، ويقول تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عليهم بمسيطر.
وأوضحت أن من أهم جوانبها الإنسانية: الرحمة بالضعفاء، واحترام كبار السن، وإعطاء ذوي الهمم حقوقهم كاملة غير منقوصة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا، بِدَعْوَتِهِمْ، وَصَلاتِهِمْ، وَإِخْلاصِهِم)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنا، ويُوَقِّرْ كَبِيرََنا)، وعندما مَرَّ سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) برجل كبير السن مِنْ أَهْلِ الكتاب، يسأل على أبواب النَّاس، فقال له سيدنا عمر (رضي الله عنه): ما أنصفناك فِي شَبِيبتك، ثم ضيعناك في كِبَرِك، ثم أجرى عليه مِن بيت المال ما يُصْلحه، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ).
——————————
المصدر | الوطن