إيما إخلاص ووفاء
عندما تسمع كلمات حول “الاخلاص والوفاء” فيقفز في ذهنك انها رواية تدور احداثها حول صديقين او زميلين او حبيبين أو حتى جارين، ولكن ان يكون ابطال الرواية زوجين وكلبتهما هذا هو الغريب .. ولسان حالك يقول الان نعم الكلاب لديها الكثير من الوفاء والاخلاص فما الغريب في ذلك …
تحمست لقصة “ايما” الحزينة ليس لانها مجرد نوع من انواع الكلاب الأليفة ولكن كونها ولدت “معاقة” وغير قادرة على الحركة نظرا لمرضها منذ ولادتها بمرض ادى الى شلل في جسدها يمنعها من التحرك بشكل طبيعي مثل بقية عشيرتها، فهي غير قادرة على السير او الجري او اللعب او حتى التعبير عن فرحتها باصحابها، فإذا القيت بعصا فلن تستطيع ايما الركض لكي تاتى اليك بها، يا لها من مشاعر تفطر القلوب.
تعرضت “ايما” للتجاهل من الجميع نظرا لاعاقتها فلا يشتيرها احد ولا يرضى أن يتبناها احد، مما ادى الى الحاقها بدار خاصة بالعناية بالكلاب ذوى الاحتياجات الخاصة.
ولكن سبحان مقلب القلوب، يأتي رجل وزوجته ويقعا في حب ايما من اول نظرة، ويقررا تبني ايما لتعيش وسط مجموعة اخرى من عشيرتها، وتتعلق ايما باصحابها الجدد وتلقى منهما عناية ورعاية كبيرة، ويشملاها بحبهما وعطفهما.
ونظرا لاستدعاءه للخدمة في جيش بلاده، يغيب صاحب ايما الجديد لمدة تزيد عن النصف العام، وتحرم ايما من عطف وحنان صاحبها طيلة هذه المدة، ولكن .. وعند عودته للمنزل يتحرك قلب ايما شوقا الى صاحبها وتحاول ان تهرول نحوه حتى تعبر له عن حبها واشتياقها، وهنا نرى مشهدا غريبا وعجيبا يفطر القلوب عندما تبذل ايما كل هذا الجهد لتزحف مسرعة الى صاحبها مرحبة به ومعبرة على مدى سعادتها بعودة للمنزل مرة اخرى ..
وقد يتساءل البعض لماذا لا يوفر اصحاب ايمي كرسيا متحركا يعينها على الحركة كما نرى في بعض الافلام الخاصة بالعناية بالكلاب على اليوتيوب، نعم بالفعل فان اصحاب ايما بالتبني وفروا لها العديد من الكراسي تعينها على الحركة ولكنها كانت دائما ترفض.
يا لها من لقطات تفطر القلوب وتهز المشاعر .. ما كل هذا الاخلاص والوفاء من “ايما” …. اختتمت ايما قصتها الحزينة بوفاتها بعد معاناة مع المرض في 21 اغسطس 2020، وعرضت صاحبتها هذه اللقطات على اليوتيوب لتعلن وفاة ايما بكلمات حزينة “اليوم ماتت ايما .. حطمت قلوبنا وسوف نفتقدها للأبد”.